السودان.. استقالة رئيس الوزراء في نهاية يوم من الاحتجاجات الدامية
السودان.. استقالة رئيس الوزراء في نهاية يوم من الاحتجاجات الدامية
أعلن رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، استقالته مساء الأحد، في أعقاب يوم دامٍ تجددت فيه التظاهرات وسقط خلالها عدد من المتظاهرين ما بين قتلى ومصابين، بحسب وكالة فرانس برس.
وأعلن “حمدوك” استقالته، في ظل انتشار شائعات وتقارير صحفية محلية حول عدم عمله من مكتبه لعدة أيام، موضحاً في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي أنه حاول التوصل إلى توافقات، لكنه فشل في الوصول لذلك، مشدداً على أن البلاد تشهد منعطفاً خطيراً قد يهدد بقاءها.
وعاد “حمدوك” مجدداً للسلطة عقب الإطاحة به ضمن قرارات الجيش لإصلاح مسار الثورة صبيحة يوم 25 أكتوبر الماضي، حيث تم وضعه قيد الإقامة الجبرية بقرار من قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
وشمل قرار الجيش السوداني غالبية المسؤولين المدنيين في السلطة الانتقالية والتي كان من المفترض أن تتولى إدارة شؤون البلاد حتى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية عام 2023 المقبل.
وبات حمدوك عدواً للمتظاهرين بمجرد عودته إلى منصبه، حيث اعتبروه “خائناً” للثورة، وأنه يساعد الجيش على “تسهيل عودة النظام القديم” مجدداً إلى حكم البلاد، وردد المتظاهرون هتافات ضد حمدوك أيضاً.
وتواصلت الاحتجاجات، أمس الأحد، في ظل مشاركة آلاف السودانيين الذين نزلوا إلى الشوارع، لترد قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات، فيما سقط خلال تظاهرات الأحد، 3 قتلى إثر إصابتهم بالرصاص أو الاعتداء عليهم بالعصيّ، وفق لجنة الأطباء المركزية الداعمة للمتظاهرين.
أغلقت قوات الأمن السودانية، الأحد، الجسور التي تربط العاصمة الخرطوم بضواحيها، مع نشر العديد من القوات الأمنية على عربات مزودة بأسلحة، للتصدي لتظاهرات “مليونية الشهداء” التي اندلعت للمطالبة بحكم مدني وإدانة العنف الدموي في المظاهرات السابقة.
ولم يهدأ الشارع السوداني منذ أن قام قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بعزل رئيس الوزراء وأعضاء حكومته واعتقلهم في 25 أكتوبر، لكنه أعاده إلى منصبه من دون حكومته إثر ضغوط دولية ومحلية في 21 نوفمبر.
ووقّع البرهان وحمدوك لاحقاً اتفاقاً لإعادة الانتقال الديمقراطي إلى مساره وطمأنة المجتمع الدولي الذي خفّف من مساعداته، ولم يكن الاتفاق مرضياً لجميع الأطراف في السودان، الأمر الذي تواصلت معه الاحتجاجات في الشوارع.
ويرى المتظاهرون أنه لم يعد للمبادرات السياسية أي فاعلية، وعلى الجيش “العودة إلى الثكنات”، مثلما وعد في 2019 حين أطاح بالرئيس السابق عمر البشير.